تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من وراءكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا 102}

صفحة 267 - الجزء 1

  سجدوا}، يقول: فإذا أتموا ركعة وسجدوها، فلتأت الطائفة الأخرى التي لم تصل، فلتصل معك الركعة الثانية بعدها؛ فكل طائفة من الطائفتين فقد قصرت صلاتها عن أن تتمها؛ إذ لم تصل مع الرسول # إلا بعضها، وهو القصر للصلاة في الخوف، الذي ذكره الله عنهم، وهذا الذي أمرهم الله إذا صلوا خائفين أن يكون منهم، ... (إلى آخر كلامه #).

  · قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَاءِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ١٠٢}⁣[النساء: ١٠٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  فتأويلها: {وإذا كنت فيهم}، يريد: في سفر وخوف معهم، فأقمت الصلاة لهم {فلتقم طائفة منهم معك}، يقول سبحانه: من جميعهم معك، وليأخذوا أسلحتهم كلهم، من قام معك في الصلاة، ومن لم يقم معك منهم، {فإذا سجدوا}، يعني: الذين معه في صلاتهم آخر سجدة منها، فأتموا، وفرغوا من صلاتهم كلها، وسلموا، {فلتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم} كلهم، من صلى معك، ومن لم يصل منهم، ولا يقال للطائفة الآخرة: لم يصلوا، إلا والطائفة الأولى قد صلوا.

  ولا تصلى صلاة الخوف إلا في سفر، ولا يصلى شيء منها في حضر؛ لأن أهل