قوله تعالى: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين 66}
  جاء به، وتابوا - رده الله إلى موضعه. ومعنى: {خذوا ما آتيناكم بقوة} فهو: خذوا ما جاءكم من الوحي والأمر والنهي بقوة، يقول: خذوه بحزم وعزم، وجد ونية؛ وكلما أخذ بذلك سمي قوة.
  وقلت: هل كان جبرا من الله؟
  وليس يقال فيما تعبد الله ø به: إنه جبر عليه أحدا؛ لأنه لو جبرهم عليه، ما حمدهم فيه، ولا أثابهم، ولكن كان ارتفاع الجبل عليهم حجة وتأكيدا، وإثباتا لما جاء به موسى - صلى الله عليه -، وتصديقا وتذكرة وتنبيها.
  · قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ٦٦}[البقرة: ٦٦]
  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ٦٦}، فقلت: ما معنى ذلك؟
  قال محمد بن يحيى #: هي القرية التي كانت حاضرة البحر، إذ يعدون في السبت، فقال سبحانه: {فجعلناها}، وإنما أراد: أهلها، فأقامها مقام أهلها، فمسخهم الله عند أخذهم للحيتان قردة وخنازير، وجعلهم نكالا لما بين أيديهم وما خلفهم؛ والذين خلفهم فهم: الذين خلفوهم من أهل عصرهم، والذين بين أيديهم فهم: من سيكون من الأمم بعدهم، يجعلونهم عبرة، ويزدجرون بهم عن المعصية؛ ومعنى {موعظة} فهي: عبرة للمتقين؛ إذ هي آية عظيمة يتعظ بها المؤمنون، ويتفكر فيها الصالحون؛ لما نزل بأهل القرية من المسخ والنكال، والذل والهوان؛ والدليل على ما قلنا به: قول الله سبحانه إذ يخبر عن الملائكة حين يقول: {وما نتنزل إلا بأمر ربك له بين أيدينا وما خلفنا}؛ فجعلوا ما بين