قوله تعالى: {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون 148 قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين 149}
  قال محمد بن يحيى #: هو ما كان له ظفر يعرف به، ويقع عليه اسم الظفر؛ فهو عليهم محرم؛ ولكن أباحوه، وأكلوه وتعدوا فيه.
  · قوله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ١٤٨ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ١٤٩}[الأنعام: ١٤٨ - ١٤٩]
  قال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #:
  فسبحان الله، ما أبين حجته على القدرية المجبرة، وأوضحها؛ قالوا: لوشاء الله ما عصيناه، فقال سبحانه: لو شئت أن أبلوكم على الهداية لكنت قادرا على ذلك؛ ولكن شئت أن أبلوكم أيكم أحسن عملا، وأختبر طاعتكم، بعد أن أعطيتكم الاستطاعة على ما كلفتكم ونهيتكم عنه؛ فلي الحجة البالغة، ولرسلي ما بلغوكم عني من البلاغ المبين، والحمد لله رب العالمين. فقالت المجبرة، كما قال إخوانهم المشركون: لوشاء الله ما عصيناه؛ ولكنه شاء أن نكفر، وأن نعصيه. و {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار}؛ وكل ما كان في القرآن من مثل قوله سبحانه: {لو شئنا لآتينا كل نفس هداها} ... الآية، وهو كثير - فإنما ذلك إخبار منه لعباده بقدرته على إجبارهم لو شاء ذلك؛ ولكنه شاء اختبارهم وبلواهم، بعد تمكينهم من أمره ونهيه، فقال: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا}، وقال: {ذلك ولوشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}؛ فأعلم أنه لم يشأ أن يجبرهم، وأنه إنما شاء بلواهم واختبارهم ... (إلى آخر كلامه #).