قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد 267}
  كبره، ثم يصيبها من بعد ذلك إعصار فيه نار، فتحرق من بعد كمالها مع كبر سنه، وضعفه، وقلة استفادته من بعد ذهابها، {وله ذرية ضعفاء}، يقول: أطفال صغار، لا ينفعونه، ولا على شيء مما نزل به يعينونه، فيكون بهلاكها هلاكه وهلاكهم؛ فبين الله لهم بذلك، وضرب لهم الأمثال به؛ لما فيه من الهلكة من بعد الغنى، كذلك من ترك حظه من الله ومما أعد لأوليائه، من بعد المقدرة على الوصول - فقد أهلك نفسه من بعد أن قد استمكن طريق النعم، وأخذ الصراط المستقيم، وصار إلى الآخرة بأشر حال، لا مستعتب له ولا نعيم، ولا خير ولا سرور؛ فبعدا لمن ظلم وتعدى، وترك الحق عنادا؛ فهذا معنى المثل، وما أراد الله به ø.
  وقال في كتاب حقائق المعرفة، بعد أن أورد هذه الآية ما لفظه:
  فمثل الله تعالى من يكون له عمل صالح يستحق به الجنة، فيبطله، بمن يكون له في الدنيا جنة من نخيل على ما وصف، فتصيبها ريح فيها نار، فتحرقها فاحترقت. وقوله تعالى: {وأصابه الكبر} يريد: أنه يكون يوم القيامة كمن أصابه الكبر في الدنيا، لا يمكنه أن يستعيض جنة أخرى. وقوله: {وله ذرية ضعفاء} يقول: إنه محتاج إليها كما يحتاج الشيخ الكبير الذي له ذرية ضعفاء إلى من يقوم به وبذريته.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ٢٦٧}[البقرة: ٢٦٧]
  في مجموع الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #، وقد ذكره الآية، فقال: