تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله}

صفحة 19 - الجزء 3

  للنار وغير مستوجب لها في حال واحدة.

  وقد يجوز أن يقال لهؤلاء جميعا: إنهم متقون ومحسنون، ومقرون ومؤمنون، فيما كان منهم من تقوى وإقرار وإحسان، تقوى وإقرارا وإحسانا لا ينفعهم، مع ما قارنه من كبائر معاصيهم لله، المحبطة كل عمل صالح، إذا أصر عليها فاعلها، ولو لم يكن في هذا إلا شهادة الله بنص كتابه: أن المؤمن لا يستوي هو والفاسق - لكفى وأغنى، وذلك قوله جل ذكره: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ١٨}⁣[السجدة]، وقوله: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ١٠٦}⁣[يوسف].

  · قوله تعالى: {وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[الحجرات: ١٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #، بعد ذكره للآية:

  فقد دخل في هذه الصفة كل طاعة؛ لأن الجهاد في سبيل الله يأتي على كل طاعة، فمن أطاع الله في أداء فرائضه، واجتناب محارمه - فهو مجاهد بنفسه لربه، في اتباع أمره، وترك هوى نفسه؛ فلا جهاد أفضل من مجاهدة النفس؛ ليردها من هواها فيما يرديها، ومن مجاهدة الشيطان، عدو الرحمن؛ فمن عمل ذلك فهو مؤمن؛ لأن الإيمان طاعة لله.

  · قوله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٧}⁣[الحجرات: ١٧]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي