قوله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون 32}
  نسق سبحانه فضائلهم في ذلك، وما أعطاهم به وعليه في السورة، إلى قوله: {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا}؛ ففي هذا ومثله ما تبين - والحمد لله - للمستنيرين بنور الله: أنه ليس من المسرفين، من أنفق فيما حضه الله عليه رب العالمين، وكان في إنفاقه من المتفضلين، وبإخراجه من المحسنين، في حكم أحكم الحاكمين ... (إلى آخر كلامه #).
  · قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٣٢}[الأعراف: ٣٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني #:
  وسألت عن: معنى قول الله سبحانه: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}؟
  الجواب: اعلم أن الله سبحانه أمر نبيه #: أن يسأل من أنكر عليهم ما كانوا ينالون من الزينة، وطيبات الرزق: من حرم ذلك؟ فلم يجدوا لما سأل عنه جوابا؛ فأخبر الله سبحانه بالجواب في ذلك، فقال عز من قائل: {قل} يا محمد: {هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}؛ فدل بذلك: أن الرزق في الدنيا مشترك، وأنه في الآخرة للمؤمنين خالصا، والخالص هو: الصافي لأحد الجزئين بعد الاشتراك، ولو كان للمؤمنين خالصا في الدنيا والآخرة - لكان قول الله {قل(١) هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا}؛ لكنه سبحانه لما قال: {قل هي
(١) {قل هي للذين ...} خبر كان، أي لكان قول الله هو {قل ...}، أي: من دون =