قوله تعالى: {فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا 74}
  الجواب: اعلم أن الله تبارك وتعالى أخبر عن موسى بما كان من قوله لفتاه، وفتاه فهو: عبده، ومجمع البحرين فهو: مراده، والحقب فهي: الأزمنة من الدهور، فقال: {لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا ٦٠}، فقال: {أو}، وإنما المعنى: وأمضي، فجاء بالألف في هذا الموضع، ولا معنى لها؛ فاعلم ذلك.
  · قوله تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ٧٤}[الكهف: ٧٤]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:
  أراد بقوله: {زاكية}، يريد: نفسا لم تعلم عليها سوءا، فتخرجها به عن طريق التقوى، فسمى ÷ ذلك الغلام: نفسا زاكية؛ إذ غاب عنه أمره، ولم يدر ما علم غيره من أمره.
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {حتى إذا لقيا غلاما فقتله}، فقلت: بما استحق الغلام القتل، وقلت: إن قالت المجبرة: إنه إنما استحق القتل بعلم الله بعاقبة أمره، وكذلك استحق الكافر العذاب بعلم الله لا بأعمالهم؟
  فسبحان من لا يعذب أحدا لا بقتل ولا غيره من العذاب، إلا من بعد فعله؛ لسبب يستحق به ذلك، كائنا ما كان من الأشياء، وأما الغلام فإن العرب تسمي الشاب البالغ: غلاما، وتختار ذلك لها لغة وكلاما، وقد يمكن أن يكون هذا الغلام الذي قتله الخضر صلى الله عليه غلاما قد جرت عليه الأحكام والآداب، فقتله بأمر فعله، أطلعه الله عليه، وأوجب القتل على الغلام فيه، مع ما كان من