تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}

صفحة 49 - الجزء 1

  كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق يخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله

  الجواب في ذلك: أن الله تبارك وتعالى أخبر عن قسوة قلوبهم، وقلة رجوعها إلى الحق، حتى أنها في ذلك أشد قسوة من الحجارة، لو كان من الحجارة من الفهم والتمييز ما في قلوبهم، ثم أخبر أن من الحجارة ما يشقق فيخرج منه الماء، وليس في قلوب هؤلاء المشركين قلب يلين إلى شيء من الحق؛ فالحجارة يعمل فيها الماء حتى يشققها ويفلقها، ويخرج الماء منها، وقلوبهم لا تعمل فيها الفكرة، ولا العظة ولا التذكرة، ولا التخويف ولا الترغيب؛ فهي على ما يعمل فيها من التذكير والوعظ والتخويف - أقسى وأشد من الحجارة على ما يعمل فيها الماء الخارج منها، المشقق لها.

  {وإن منها لما يهبط من خشية الله}، يقول: لو كان فيها من العقول والتمييز والفهم لما يراد منها - ما فيكم: هبطت من خشيته، وهبوطها فهو: تهدمها وتقلعها وسقوطها، وأنتم فيكم من ذلك ما قد جعل، وليس يصدكم عن معاصي الله، ولا يردكم إلى طاعة الله.

  · قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة}⁣[البقرة: ٨٠]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه فيما يحكي عن اليهود إذ يقولون: {لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}، فقلت: ما معنى هذه الأيام المعدودة؟

  قال محمد بن يحيى #: هذه الأيام المعدودة التي ذكرت اليهود فزعموا أن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وأن الله يعذبهم بكل ألف يوما، ثم يخرجون إلى الرضى والرضوان، ويصيرون إلى محل الكرامة والأبرار، فكان هذا كذبا من قولهم، وافتراء وجراءة على خالقهم.