تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما 77}

صفحة 310 - الجزء 2

  والكذب، واللغو فهو: الغفلة واللعب؛ فذلك كله وما كان منه فلا يشهدونه، وإذا مروا به أعرضوا عنه.

  وقال # في موضع آخر من المجموع المذكور:

  ومن الزور، ولهو الأمور: الغناء والدف، واللعب والعزف، وما يعرض عن ذلك من سمعه وحضره، ولا من لم ينكر منكره. وقد ذكر أن رسول الله ÷ كان يقول: «صوتان ملعونان فاجران في الدنيا والآخرة: صوت عند نعمة: لعب، ولهو، ومزامير شيطان؛ وصوت عند مصيبة: خمش وجه، وشق جيب، ورنة شيطان».

  · قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ٧٧}⁣[الفرقان: ٧٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:

  قال الإمام زيد بن علي عليهما الصلاة والسلام: في هذه الآية مضمر، ولذلك أشكل تفسيرها على علمائها، وإنما المعنى: ما يعبأ بعذابكم ربي، لولا ما تدعونه من دونه من الشريك والولد، ويوضح ذلك قوله تعالى: {فسوف يكون لزاما} أي: يكون العذاب لمن كذب ودعا من دونه إلها - لازما.

  ومثل هذا من المضمر قول الشاعر:

  من ساد لي النفس في هواه ... منك ولكن من له بالمضيق⁣(⁣١)


(١) هكذا في النسخة المطبوعة المنقول منها، وهو للمهلهل بن ربيعة، والصحيح ما في كتب اللغة، منها لسان العرب لابن منظور، مادة: «دلا»، وجمهرة أشعار العرب، والشعر والشعراء، ولفظه:

مَنْ شاءَ دَلَّى النَّفْس في هُوَّة ... ضَنْكٍ ولكِنْ منْ له بالمَضِيقِ