قوله تعالى: {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما 77}
  والكذب، واللغو فهو: الغفلة واللعب؛ فذلك كله وما كان منه فلا يشهدونه، وإذا مروا به أعرضوا عنه.
  وقال # في موضع آخر من المجموع المذكور:
  ومن الزور، ولهو الأمور: الغناء والدف، واللعب والعزف، وما يعرض عن ذلك من سمعه وحضره، ولا من لم ينكر منكره. وقد ذكر أن رسول الله ÷ كان يقول: «صوتان ملعونان فاجران في الدنيا والآخرة: صوت عند نعمة: لعب، ولهو، ومزامير شيطان؛ وصوت عند مصيبة: خمش وجه، وشق جيب، ورنة شيطان».
  · قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ٧٧}[الفرقان: ٧٧]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي @:
  قال الإمام زيد بن علي عليهما الصلاة والسلام: في هذه الآية مضمر، ولذلك أشكل تفسيرها على علمائها، وإنما المعنى: ما يعبأ بعذابكم ربي، لولا ما تدعونه من دونه من الشريك والولد، ويوضح ذلك قوله تعالى: {فسوف يكون لزاما} أي: يكون العذاب لمن كذب ودعا من دونه إلها - لازما.
  ومثل هذا من المضمر قول الشاعر:
  من ساد لي النفس في هواه ... منك ولكن من له بالمضيق(١)
(١) هكذا في النسخة المطبوعة المنقول منها، وهو للمهلهل بن ربيعة، والصحيح ما في كتب اللغة، منها لسان العرب لابن منظور، مادة: «دلا»، وجمهرة أشعار العرب، والشعر والشعراء، ولفظه:
مَنْ شاءَ دَلَّى النَّفْس في هُوَّة ... ضَنْكٍ ولكِنْ منْ له بالمَضِيقِ