سورة الفيل
سورة الفيل
  
  هذا تفسير السورة كاملة للإمام القاسم بن إبراهيم #
  {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ١ ألم يجعل كيدهم في تضليل ٢ وأرسل عليهم طيرا أبابيل ٣ ترميهم بحجارة من سجيل ٤}:
  معنى {تر} في مخرج التأويل - ليس هو برؤية العين؛ ولكنه علم اليقين؛ لأن رسول الله ÷ لم ير ذلك بعينه؛ ولكنه رآه بعلمه ويقينه، وبما ذكر الله جل ثناؤه عنه، ووصفه الله به منه. وسواء قيل: ألم تر، أو قيل: ألم تعلم؛ معناهما واحد في اليقين والعلم. وتأويل {كيف فعل ربك} هو: كيف صنع، و {أصحاب الفيل} فهم: من جاء معه، أو بعث به وإن تخلف عنه؛ فكل من كان - للفيل صاحبا: من بعث وإن لم يصحبه، ومن كان له مصاحبا.
  وتأويل {كيدهم} فهو: إرادة مريدهم، والإكادة فهي: الإرادة، كما قال الشاعر:
  كادت وكدت وتلك خير إرادة ... لولا الوشاة بأن نكون جميعا
  وذلك: أن أصحاب الفيل كادوا - ومعنى ذلك هو: أرادوا -: أن يخربوا الكعبة، ويجعلوها متهدمة خربة؛ لأن العرب خربت كنيسة كانت يومئذ للحبشة، وكان يومئذ فيهم وملك عليهم رجل من العرب من أهل اليمن، يقال له: أبرهة بن الصباح، وكان يدين دينهم، فهو الذي بعثهم.
  فأرسل الله سبحانه على أصحاب الفيل - كما قال تبارك وتعالى -: {طيرا أبابيل ٣ ترميهم بحجارة من سجيل ٤ فجعلهم كعصف مأكول ٥}، لا