قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا}
  · قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا}[البقرة: ١٦٥]
  في مجموع المرتضى بن الهادي # قال:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا}؟
  قال محمد بن يحيى #: الأنداد فهم: الأنداد في الطاعة، يطيعونهم ويوجبون طاعتهم على نفوسهم، كما تجب طاعة الله ø على المؤمنين، ومعنى يحيبونهم فهو: يودونهم ويعظمونهم، ومعنى(١) {كحب الله}.
  فهذه الآية إنما خاطب الله بها محمدا ÷، وأخبره والمؤمنين بفعل الظالمين، فقال في المشركين: إنهم يحبون الأنداد كما تحبون أنتم الله، أو أشد حبا؛ أراد بقوله «أشد»: أنهم في الاستبلاغ على غاية المحبة، والمؤمنون شديدة محبتهم، حسنة طريقتهم، خالصة مودتهم، قاصدون لله سبحانه بعملهم، وإنما أخبرهم الله بكفر الكافرين، وما هم عليه من الشرارة والعتو والمرادة؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم}، فأمرهم الله ø ألا يسبوا أصنامهم، ولا ما اتخذوه؛ جهلا وعما لعبادتهم، فيسبوا الله سبحانه عدوا وجراءة وجهلا؛ إذ هم عندهم في التعظيم كرب العالمين في صدور المؤمنين ومن عظمه من المتقين، ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى.
(١) هكذا في الأصل المنقول منه، وهو المجموع المطبوع، ولعل كلمة: [ومعنى] زائدة؛ فليتأمل. (جامعه).