قوله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر}
  أن تكون له جنة من نخيل وأعناب}، إلى قوله: {لعلكم تتفكرون}، ومثل قوله: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم}، إلى قوله: {لقوم يعقلون}، وغير ذلك مما في الكتاب، مما يطول شرحه، ويكثر في الكتاب ذكره، وذلك فلا يعلمه ولا يعقله إلا العالمون بغامضها، الراسخون في تفسيرها، ومن عقلها بالعلم، بما كان فيه أمر أو نهي، والرجوع إلى حكمها، وتصديق لكل ما فيها.
  · قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر}[العنكبوت: ٤٥]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #:
  الذكر لله هاهنا هو: الدعاء إلى الله؛ وفي ذلك ما حدثني أبي عن أبيه: أنه كان يقول في قول الله سبحانه: {ولذكر الله أكبر}، قال: ذكر الله هاهنا هو: الدعاء إلى الله. قال يحيى بن الحسين ¥: ويدخل مع ذلك من ذكر الله شغل القلب في التفكر في جلال الله وقدرته، وعظمته وسلطانه، والذكر له بما ذكر به نفسه، من توحيده وعدله، وصدق وعده ووعيده.
  وقال في كتاب البساط للإمام الناصر الأطروش #:
  أي: ذكر الله لكم بجزائه وثوابه أكبر من ذكركم إياه في صلاتكم.
  وقال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #، في سياق جواب:
  هي: سبب التنوير الذي أراده تعالى بقوله: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا}، أي: تنويرا تفرقون به بين الحق والباطل؛ فهي كالناهي؛ لما كانت سببا لحصول التنوير الزاجر عن ارتكاب القبائح، وذلك لم يخرجها عن كونها شكرا لله تعالى.