قوله تعالى: {وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير 7}
  بطاعة الملائكة، وإعظامها أيضا لما يأتون به، فقال: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم}، يقول: لما أن فعل المشركون ما فعلوا - سبحته الملائكة وهللته وعظمته؛ إجلالا له عن قولهم، وتقديسا له عن شركهم. ثم أخبر بفعل الملائكة في المؤمنين، المصدقين بما كذب به الكافرون، المسلمين لما جحده المشركون، المصدقين بوعد الله ووعيده، الموقنين بحشره وثوابه وعقابه، يقول: {ويستغفرون لمن في الأرض}، يريد: لمن فيها من المؤمنين، المصدقين المتقين.
  · قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ٧}[الشورى: ٧]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير}؟
  فقال: أم القرى هي: مكة؛ ومن حولها من القرى فهي: أعمال مكة، وما قاربها من الحجاز كله. ومعنى {تنذر أم القرى ومن حولها}، وإنما ينذر أهلها، وأهل القرى التي حولها؛ فلما أن كان الأهل من سبب القرى - طرح الأهل، وأثبت القرى، وإنما يريد: الأهل، كما قال في قوله: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}، يريد: أهل القرية، وأهل العير. ومعنى قوله: {وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه} فهو: أيضا على هذا المعنى، أراد: وتنذر العذاب الذي يكون في يوم الجمع، فطرح: العذاب، وأقام: يوم الجمع مقامه، كما فعل في: أم