قوله تعالى: {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون 81}
  · قوله تعالى: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٨١}[الأنعام]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون}؟
  قال محمد بن يحيى ¥: الفريقان فهما: فريق الحق وفريق الباطل؛ ألا تسمع كيف يقول ø في أول المخاطبة: {وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا}[الأنعام: ٨١]، يقول صلى الله عليه: إن الذي معكم، وما تعبدون من هذه النجوم، والشمس والقمر والأصنام - أشياء لم ينزل الله بها سلطانا، يعني: حكما ولا أمرا ولا وحيا، وإنما ذلك ابتداع منكم وعمى، وكفر واتباع هوى؛ فكان صلى الله عليه على بينة وبرهان من الله ø، والفريق الذي هو حقيق بالأمن فهو: إبراهيم صلى الله عليه ومن تبعه، الماضون على بصيرة، المتبعون لحكم الله ø، الصادون عن الهوى، التاركون لما ضل فيه أهل الجهل والفتنة الأشقياء؛ فكان صلى الله عليه أحق بالسلامة، وأولى بالجنة والكرامة؛ إذ هو على المحجة، ومن أمره على بصيرة وبينة؛ فكان حقيقا من الله ø بالثواب، وحسن الموئل والمآب.
  ثم قال سبحانه: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}[الأنعام: ٨٢]، فدل على الفريق بعينه، ونسبه بمذهبه ونعته، فقال: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}، يقول: لم يدخلوا فيه فسادا، ولم يلبسوا فيه ظلما، ولا بعد اليقين والمعرفة شكا؛ فكانت هذه حجة على المشركين لإبراهيم الخليل #، آتاه الله سبحانه إياها، وفهمه الاحتجاج بها صلى الله عليه ورحم وكرم، ولقد آتاه الله ø من