تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}

صفحة 352 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَام}⁣[المائدة: ١٠٣]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام}؟ فالبحيرة هي: الناقة تنتج خمسة أبطن، فإن نتجت في الخامس سقبا أهدوه للقوام على آلهتهم من الأصنام، وإن نتجت قلوصا استحيوها، وخلوا عن أمها، وشرموا أذنها، وسموها بحيرة، ثم لم ينتفعوا منها بلبن ولا وبر، ولم يحلبوها إلا في البطحاء، ولم يجزوا لها وبرا إلا ذروه في الرياح.

  وأما السائبة: فكانوا يسيبون من أموالهم ما شاءوا على طريق الشكر لله، إن كان غائبا فقدم، أو مريضا فشفي، ويسمون ذلك سائبة، ويخلا فلا يحمى، ولا يمنع ماء.

  والوصيلة فهي: من النعم، وهي: الشاة إذا ولدت خمسة بطون أيضا، فكان الخامس جديا أهدوه لخدام الأصنام، وإن كانت عناقا استحيوها، فإن تؤمت فولدت جديا وعناقا تركوا الجدي واستحيوه، وقالوا: قد وصلته أخته؛ فلا يجوز عندهم ذبحه؛ فهذه العناق عندهم فهي: الوصيلة؛ لما وصلت من أخيها.

  وأما الحام فهو: الجمل يرسل في الإبل، فيضرب عشر سنين، فإذا ضرب عشر سنين، ولحقت أولاده، وضربت في الإبل، قالوا: هذا قد حما ظهره، فلا يجوز عندهم بعد ذلك أن يحملوا عليه شيئا، ولا يخرجوه في دية، ولا يستعان به في نازلة، ويسمونه حاميا، ويخلون سبيله، لا يحما حما، ولا يمنع ماء؛ وكان الذي سن لهم ذلك، وجعله فاتبعوه في ذلك: قصي بن كلاب.