تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون 72}

صفحة 165 - الجزء 1

  · قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٧٢}⁣[آل عمران: ٧٢]

  قال في مجموع الإمام القاسم بن إبراهيم # في معنى {وجه النهار} ما لفظه:

  يعني: صدر النهار. وقال بعض أهل العلم: أول النهار.

  وقال في مجموع المرتضى بن الهادي #:

  قال محمد بن يحيى #: هذا قول من أهل الكتاب، أهل الكفر والارتياب، يأمر بذلك بعضهم بعضا: أن آمنوا وجه النهار واكفروا آخره؛ استهزاء بالدين، وجراءة على المؤمنين؛ أراد بذلك: أن يراهم الناس والجهال، وأهل الكفر والضلال يؤمنون به حينا ويقبلونه، ويكفرون به وقتا ويجحدونه، ويوهمون بذلك أنما هم عليه باطل، وأنهم بعد أن دخلوا في الإيمان خرجوا منه؛ تمردا وعصيانا، وتنهيدا⁣(⁣١) لمن لا دين له ولا حقيقة معه على الكفر، قال بعض المفسرين: إنهم كانوا يؤمنون ضحى، ويكفرون عشيا.

  · قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ}⁣[آل عمران: ٧٥]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  أن المرتضي # سئل عن هذه الآية، وأن السائل قال:


(١) أي: تنهيضا لهم على الكفر، قال في القاموس المحيط ما معناه: نهد الرجل: نهض، والمناهدة: المناهضة في الحرب، والمساهمة بالأصابع. اهـ