قوله تعالى: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين 99}
  خلاف مراده، كنحتهم لأصنامهم وعبادتها؛ فكأنه قال تعالى: هو الذي خلقكم وخلق الخشب والحجارة الذي صنعتموه، وجعلتموه ربا لكم من دون خالقكم، فبئس للظالمين بدلا، وإلا لو كان خلق العبادة والنحت في الخشب والحجارة - لما نهى عنه وذم عليه.
  وقال في كتاب الأساس للإمام القاسم بن محمد #:
  معناه: خلقكم والحجارة التي تعملونها أصناما لكم؛ بدليل أول الكلام، وهو قوله تعالى: {أتعبدون ما تنحتون}.
  · قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ٩٩}[الصافات: ٩٩]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:
  يريد: سيهدين: يزيدني بمهاجرتي إليه من هداه فيقويني، فهداه في هجرته سبيله، وجعله بهداه له خليله، فلم يزل ﷺ مهتديا، حتى قبضه الله على هداه ورشده رضيا، فأجزل له في الهدى والهجرة الثواب والرحمة، وجعل في ذريته من بعده النبوة والبيان والحكمة، وأعطاه برحمته وفضله الله رب العالمين - ما سأله أن يجعله له من لسان صدق في الآخرين، فبقي في الغابرين بالصالحات ذكره، وآتاه بذلك في الدنيا أجره، كما قال أرحم الراحمين: {وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين}[العنكبوت: ٢٧]؛ فنسأل الله الذي أجزل له في الدنيا والآخرة من الخير أن يجعلنا له برحمته من صالح الأبناء، وأن يهبنا بطاعته له وعبادته، شكر ما أنعم به علينا من ولادته.
  وقال في كتاب التبصرة للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني #:
  أي: إلى حيث أمر ربي.