تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون 11}

صفحة 301 - الجزء 1

  ذلك فقد خرجوا من المعرفة إلى الجهل، ومن الحق إلى الضلال؛ ولكن يقال لمن قال بهذه المقالة: إن الله سبحانه قد أمرنا بإعادة الوضوء على لسان نبيه ÷؛ فكل ما جاء به ÷ فمن الله ø، ومن خالف قوله ÷ فقد خالف حكم ربه.

  وكذلك أيضا الاستنجاء، قد ذكره الله في كتابه، ووكده نبيه بلسانه، وقد كان جدي القاسم ~ قد أجاب فيها، واحتج بحجج في «كتاب الطهارة»، وهو عندكم مثبت، وفي ما ذكرنا حجة وغنى، لمن قصد الحق واهتدى.

  · قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١١}⁣[المائدة: ١١]

  قال في المجموعة الفاخرة:

  إن رسول الله صلى الله عليه وآله، كان خرج إلى يهود بني النضير في نفر من أصحابه، وكان بنو النضير ينزلون قريبا من المدينة؛ ليستعينهم في ديتين وقعتا خطأ على بعض المسلمين؛ فلما أن أتاهم رحبوا به وأدنوه، وكل ما طلب منهم وعدوه، ثم تآمروا به وبأصحابه، وعزموا على الغدر به وبمن معه من أعوانه، فأهبط الله ø بذلك جبريل صلى الله عليه على رسوله، فأخبره به وأوقفه عليه، فنهض صلى الله عليه وآله مسرعا هو ومن معه حتى رجعوا، ثم هيئوا وخرجوا إليهم، فقاتلوهم، وأقاموا عشرين ليلة يحصرونهم في حصونهم، ثم نزلوا من بعد ذلك على حكم سعد بن معاذ، وكان من كبار الأنصار، وذوي القدر منهم والأخطار، وكانوا يتكلمون إليه، ويظنون - لما كان بينه وبينهم في