تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا}

صفحة 63 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}⁣[النحل: ٦٧]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ٦٧

  فقال: هذا إخبار من الله تبارك وتعالى عما رزقهم من ثمرات الأشجار، الذي يتخذون منه الأرزاق ويدخرونها، من التمر والزبيب، وغير ذلك من الحبوب، التي تبقي معيشة لهم وحياة، ويتخذون منها أيضا السكر الذي نهاهم عنه، وحرمه عليهم؛ فوقفهم هاهنا في هذه الآية على كفر من فعل ذلك لنعمه؛ إذ صرفوا رزقه في السكر الذي حرمه، ثم أخبر أن فيما جعل وفعلوا من حسن رزقه لهم، وجميل فعله بهم، وإيجاده لهم سكرا، و صرفهم له عن الطاعة إلى المعصية - لآية لقوم يعقلون.

  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:

  وأما قوله: {تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا}: فليس هذا بأمر ولا إباحة، وإنما هو إخبار من الله تعالى بفعلهم: أنهم يتخذون مما أخرج لهم من الأرض حراما وحلالا. والرزق الحسن هو: الحلال، مثل: الزبيب والخل وشبهه؛ ومثل ذلك كثير في الكتاب، كقوله تعالى: {الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت}⁣[النساء: ٧٦]؛ فهذا إخبار من الله، وليس هذا الإخبار يوجب الأمر والإباحة. وقد قيل: إن السكر هو: حبس الشيء. ويقال: «سكر النهر» إذا سده، وقال الله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم