قوله تعالى: {رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين 143}
  عند من فهم، وهذا من اللغة حسن كامل، وفي ذلك ما يقول الشاعر في الناقة وحملها وعدد شهورها:
  إذا جمعت حولا وعشرا ومية ... وشهرا فقربها إلى منزل سهل
  وقال أيضا:
  أمن بعد تسعين وخمس وأربع ... تريد الغواني صبوتي ومزاريا
  فأراد: تسعا وتسعين سنة، فقال: تسعين وخمسا وأربعا، وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  فلأشرين ثمانيا وثمانيا ... وثمان عشرة واثنتين وأربعا
  وإنما أراد: أربعين، فقطعها، وإنما احتججت بالشعر؛ لأنه من لغة العرب، وبلغتهم خاطبهم الله ø فقال: {قرآنا عربيا}.
  · قوله تعالى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ١٤٣}[الأعراف: ١٤٣]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:
  وسألته: عن قول موسى صلى الله عليه: {رب أرني أنظر إليك}[الأعراف: ١٤٣]؟
  قال: معنى قوله: {أرني أنظر إليك} فهو: أرني آية من عظيم آياتك، أنظر بها إلى قدرتك، وأزداد بها بصيرة في عظمتك وقدرتك، فقال: {لن تراني}، يقول: لن تقدر على نظر شيء من عظيم الآيات، التي لو رأيتها لضعف جسمك، ولطف