قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون 254}
  · قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ}[البقرة: من آية ٢٥٣]
  قال في ينابيع النصيحة عند ذكره هذه الآية ونحوها من الآيات التي فيها ذكر المشيئة؛ فقال ما لفظه:
  قالوا [- أي المخالفين -]: فأعلمنا أنه لو شاء أن لا تكون هذه المعاصي لما كانت، فدل على أنه قد شاء كونها وفعلها.
  والجواب: أنه لا تعلق لهم بالظاهر؛ لأنه ليس فيه أكثر من أنه تعالى لو شاء أن لا يفعلوا ذلك لما فعلوه، وهذا مما لا خلاف فيه؛ ولكن من أين يدل على أنه قد شاء ما فعلوه، وليس في الآية منه ذكر، وهو موضع الخلاف؟! وإنما الآية تفيد نفي العجز عن الله تعالى، وأنه لو شاء لقهر العباد، فلم يفعلوا ما يكره؛ لكن لو منعهم من ذلك لبطل التكليف؛ لأن من شرائط حسن التكليف زوال الإلجاء والمنع، على ما يأتي بيانه، وهذا المعنى ثابت في اللغة؛ فإن قائل أهل اللغة لو قال لغيره: «لو شئت لمنعتك مما فعلت، ولو أردت لم تفعل كذا وكذا»؛ فهذه الألفاظ لا تفيد إرادة القائل لما يفعله ذلك الغير، ولا تستعمل في ذلك حقيقة ولا مجازا؛ وإنما تفيد نفي العجز عن قائله في منعه منه، وهذا ظاهر.
  · قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٥٤}[البقرة: ٢٥٤]
  قال في مجموع الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {يا أيها الذين أمنوا أنفقوا مما رزقناكم ...} الآية؟