تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون 179}

صفحة 467 - الجزء 1

  صلى الله عليه بهم، واصطفوا بعد التوبة للقتال، فثبتت أقدامهم، وانقلب العدو على أعقابهم مدبرين، فمنح الله أكتافهم، وغلب جند الله، كما قال سبحانه: {وإن جندنا لهم الغالبون}⁣[الصافات: ١٧٣]. فلما دخل # القرية انبعث إليه بلعام بن باعوراء، وهو دالع لسانه، قد ختم على فيه من الكلام، وهو يلهث كما يلهث الكلب، والخلائق ينظرون كيف غير أمر الله، فغير الله به. فأقام عبرة ومنظرة للعالمين أياما على حاله، ثم قضى عليه الموت، فذكر الله ذلك لنبينا محمد ÷، فقال: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}⁣[الأعراف: ١٧٥].

  · قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ١٧٩}⁣[الأعراف: ١٧٩]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  فإن سأل سائل عن: قول الله تبارك وتعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس}⁣[الأعراف: ١٧٩]، فقال: إذا كان قد أخبر أنه خلق لجهنم كثيرا من الجن والإنس - كيف يزعم أنه خلقهم لعبادته؟ وإلا فبينوا ما تأويل الآية عندكم؟!

  فأول ما نجيبه أن نقول له: ينبغي أن تعلم أن كتاب الله لا يتناقض ولا يختلف، ولا يكذب بعضه بعضا؛ لأن الاختلاف لا يأتي من عند حكيم، وقد قال تبارك وتعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}⁣[النساء: ٨٢]، فإذا علمت أن ذلك كذلك، فقد وضح لك الأمر، أمر