تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وأن الله سميع بصير 61}

صفحة 250 - الجزء 2

  فأما: «تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتها ترتجى» - فقد فهمنا منه ما ذكرت، وسمعنا منه بعض ما سمعت، وهو كلام مغور فاسد، لا يتكلم بمثله حكيم، ولا ماجد كريم، لا يشتبه بفساده في تأليفه، وقبحه في نفسه وضعفه: أن يكون من بليغ من بلغاء العرب؛ فكيف من الرسول أو الرب، الذي لا تدركه بتحديد العقول، ولا يشبه قوله في الحكمة قول؟!

  وقال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  معنى قوله: {إذا تمنى} فهو: إذا قرأ، ومعنى: {أمنيته} فهي: قراءته، ومعنى إلقاء الشيطان: وسوسته التي يشغل بها القارئ حتى تتخلط عليه قراءته، ومعنى نسخ الله لما يلقي الشيطان فهو: إذهابه له من قلب القارئ، بعد وقوعه فيه، وشغله به، حتى يفرغ القلب لقراءته، ويرجع إلى ما كان في بادئ أمره. ومعنى: {يحكم الله آياته} فهو: يثبتها في قلوب أوليائه.

  وقال في كتاب حقائق المعرفة للإمام أحمد بن سليمان #:

  معنى {تمنى}: قرأ. وتأويل: {ألقى الشيطان في أمنيته} المراد به: في قراءته، وليس المراد به: أنه يلقي في قلب الرسول، ولا على لسان الرسول؛ ولكن المراد به: أنه يلقي في قراءة بعض من يقرأ ما يأتي به الرسول، وذلك الإلقاء: مثل الغلط والنسيان، والزيادة والنقصان ... (ثم ذكر # كلام القاسم بن إبراهيم #، المتقدم ذكره بعد الموضع الأول).

  · قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ٦١}⁣[الحج: ٦١]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  معنى ذلك: أنه لا تخفى عليه الأصوات ولا اللهوات، ولا غيرها من