تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون}

صفحة 268 - الجزء 1

  الحضر في بيوتهم وحصونهم مستترون، وأهل السفر لعدوهم بارزون مصحرون.

  وصلاة الخوف: أن يصلي الإمام بإحدى الطائفتين ركعة واحدة، ثم يقومون، فيتمون الركعة الثانية، ثم يسلمون، والطائفة الأخرى الواقفة للعدو في سلاحهم مستلمون، وليس لهم شغل من صلاة ولا غيرها، سوى المواقفة والحراسة لأنفسهم وإخوانهم من عدوهم بالمصافة؛ فإذا رجعوا إليهم من صلاتهم، وقعدوا للعدو موقفهم، ولم يزايلوا أبدا مواضعهم، حتى يتم إخوانهم من آخر الصلاة ما أتموا، ويسلموا من صلاتهم كما سلموا، فتكون كل واحدة من الطائفتين قد حرست كما حرست، وأخذت منهما من الحراسة ما أخذت، وأعطت من الحراسة ما أعطت، وصلى بها من الصلاة مع الإمام ما صلت؛ فهذا عندنا أحسن ما سقط إلينا في صلاة الخوف، وكذلك صلى رسول الله ÷ فيما بلغنا صلاة الخوف في غزوة له غزاها، يقال لها: ذات الرقاع؛ وفقنا الله وإياك للتقوى، في كل محنة نزلت بنا أو بلوى، وصلى الله على محمد وآله الأبرار، الطيبين الأخيار.

  · قوله تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُون}⁣[النساء: ١٠٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون

  قال محمد بن يحيى #: معنى قوله: {تألمون}: ألم الجراح ووجعها عند الجهاد، ومحاربة أهل الكفر والعناد، مع التعب في الحركة والأسفار، والمسير في الليل والنهار؛ فأخبرهم ø: أن عدوهم يألم كما يألمون، ويجد من الألم أكثر مما يجدون، وأنتم فترجون من الله من الرحمة والرضوان، والمغفرة والجنان - ما لا يرجون الكفرة الأشرار؛ فإذا صبروا على ما فيه هلكتهم، ولا نجاة عند الله