تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا 72}

صفحة 363 - الجزء 2

  وتبيينه لفضيحتهم. وقد قيل: إنه السامري ومن تبعه على دينه من خاصته حين عمل العجل، وقال لبني إسرائيل: «هذا إلهكم وإله موسى»؛ فبرأه الله من ذلك عند من اختدع، بما أظهر موسى في العجل من التحريق والنسف له في اليم.

  فكلا المعنيين حسن؛ إذ كان كلا الفريقين له مؤذيا؛ والآخر أحسنهما عندي في المعنى؛ إذ كان أهله من قبل كفرهم بموسى مؤمنين، ولرب العالمين عابدين، ثم ذكروا في موسى ما ذكروا، من بعد معرفتهم بالحق، وبعدهم من الكفر والفسق؛ فنهى الله المؤمنين: أن يفعلوا كفعل أولئك الإسرائيليين في الأذى لمحمد صلى الله عليه وآله، في أي وجوه الأذى كان، ثم أخبر ذو الجلال والإكرام: أن موسى # كان عند الله وجيها. ومعنى: «وجيه» فهو: كريم معظم مقدم.

  · قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ٧٢}⁣[الأحزاب: ٧٢]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألت - وفقنا الله وإياك لمرضاته، ولعلم ما أوجب الله علينا وعليك علمه من آياته - عن قول الله - ، عن أن يحويه قول أو يناله: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}: ما وجه ما أراد الله بذلك من المقال، ومن أين جاز أن يقال: أبين وأشفقن السماوات والأرض، وهن موات لا ينطق، وشيء لا يأبى ولا يشفق؟

  فقد يحتمل وجه ما أراد الله تبارك وتعالى بذلك وتنزيله: ما أبانه الله من تظليم