قوله تعالى: {أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون 184}
  يوما كفارة بزعمهم لما غيروا؛ فلعنهم الله وأخزاهم، وأهلكهم بذلك وأرادهم؛ وذلك قوله سبحانه: {كما كتب على الذين من قبلكم}، يعني: النصارى.
  وفي ينابيع النصيحة:
  معنى قوله تعالى: {كتب عليكم الصيام} يعني: فرض عليكم.
  · قوله تعالى: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٤}[البقرة: ١٨٤]
  قال في كتاب الأحكام في سياق كلام عن الصيام:
  ثم قال سبحانه: {أياما معدودات}، {فمن شهد منكم الشهر}، يعني: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن؛ فجعل الله عدد شهر رمضان ثلاثين يوما، وتسعة وعشرين يوما، يكون ثلاثين يوما إذا وفي، وتسعة وعشرين يوما إذا نقص، فإن كانت في السماء علة من سحاب أو غبار أو ضباب أو غير ذلك من سبب من الاسباب - أوفيت أيام الصيام ثلاثين يوما، وكذلك يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوما»؛ يريد - صلى الله عليه وآله -: من يوم رأيتموه، وصح عندكم أنه قد أهل فيه، وقد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال: «الشهر هكذا، وهكذا، وهكذا»، ثم قال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: «وهكذا قد يكون، وهكذا، وهكذا»، ونقص من أصابعه واحدة، وأشار في الأولى بكفيه جميعا ثلاث مرات، وأشار بكفيه في الثانية ثلاث مرات، ونقص في الثالثة إصبعا؛ فدل ذلك منه - صلى الله عليه وآله - على أن الشهر قد يكون مرة ثلاثين يوما سواء، ومرة تسعة وعشرين يوما