تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما 5}

صفحة 351 - الجزء 2

سورة الأحزاب

  

  · قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ٥}⁣[الأحزاب: ٥]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم}، إلى قوله: {غفورا رحيما

  فقال: هذه الآية نزلت في من كان يربي صبيا ويتبناه، كانوا يدعوهم بهم إلى من يتبناهم، ويذرون آبائهم، فيقولون: «فلان بن فلان»، فيدعوه إلى من رباه وتبناه، فنهاهم الله عن ذلك، ثم قال: فإن لم تعلموا آبائهم فادعوهم إخوانا ومواليا، ولا تدعوهم أبناء؛ ومعنى: {هو أقسط عند الله} يريد: هو أعدل عند الله. ثم أعلم سبحانه: أنه لا إثم عليهم فيما أخطأوا به من ذلك، ومعنى: {أخطأتم} فهو: جهلتم الحكم من الله فيه، فالآن بعد أن نهيتم: فمن فعله فقد تعمده، ومن تعمده باء بإثمه؛ إذ قد نهاه ربه عن فعله.