تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون 90}

صفحة 171 - الجزء 1

  طاعته، بما حكم الله به عليه، وأمر به أوليائه فيه، من قتله وقتاله، حتى يفيء إلى حكم الله صاغرا، وينقاد إلى ما أمر به راغما.

  وقد يمكن أن يكون معنى قوله: {أسلم ... طوعا وكرها} يخرج على: ما أراد الله سبحانه من خلق الأشياء، وهو: الوجه الثالث؛ إذ كان لا يمتنع على الله شيء مما فطر من السماء والأرض وما بينهما، وما خلق وجعل فيهما، فإذا أراد الله سبحانه إيجاد شيء أوجده وكونه، وعلى أي صورة شاء جعله وركبه، لا يمتنع عليه من مفطوراتها ممتنع؛ فهو الموجد سبحانه للخلق من بعد العدم، الفاطر لهم، المكون الجاعل لأرواحهم، المركبة في أجسادهم، المقدر الخالق لألوانهم، الجابر لهم على ذلك سبحانه وتعالى؛ فعلى هذا المعنى يخرج ما سألت عنه؛ ألا تسمع كيف يقول سبحانه في كتابه: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين}، والأرض فليس تكلم ولا السماء، وإنما أخبر الله ø بكون ما أرد من إنفاذ أمره، وأنه لا يمتنع عليه شيء خلقه؛ لأن العرب تعرف في لغتها: أن كل ما لابد من إيتائه طوعا أو كرها: أنه شيء لا حيلة فيه، ولا مرد له، وهو حتم نافذ؛ فجاز أن يقول: {طوعا أو كرها}؛ إذ هو جائز في اللغة، موجود في الكلام والمخاطبة؛ والمعنيان الأولان جواب مسألتك، إلا أنا نحب إذا وقع للمسألة وجوه تخرج عليها - أن نشرحها جميعا؛ ليكون ذلك إشفاء لقلب السائل، ولو اجتزينا بالوجه الذي يؤدي جواب المسألة لكان ذلك مغنيا، وحسبنا ذو القوة المتين.

  · قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ ٩٠}⁣[آل عمران: ٩٠]

  قال في مجموع المرتضى بن الهادي @، وقد سئل عن هذه الآية: