تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك}

صفحة 17 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}⁣[هود: ١٠٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته: عن قول الله سبحانه: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض

  فهي: سماوات الآخرة، وأرضها الباقية، وليست سماوات هذه الدنيا، ولا أرضها التي هي زائلة فانية. وأما {إلا ما شاء ربك}، فإنما هو: إخبار عن قدرة الله على إفنائها إن شاء، وذلك فهو كذلك؛ إذ كان هو الذي خلق وأنشأ؛ لأنه لا يقدر أحد أبدا على أن يبقي شيئا تخليده وإبقاءه، إلا من يقدر أن يفنيه؛ فلم يشاء سبحانه إفناءه؛ ولكنه شاء تخليده وإبقاءه، وأخبر بقدرته إن شاء على الإفناء، كما قدر على الإبقاء، وأن أهل الجنة فيها بإبقائه لهم باقون، فإنهم خالدون فيها أبدا لا يفنون، وكما لا تفنى أرضهم فيها ولا سماؤهم؛ فلذلك لا يفنى - ما بقيت الجنة - بقاؤهم؛ والحمد لله الذي لا يخلف وعده، ولا يخلد من الأشياء إلا ما خلده.

  وقال في موضع آخر، بعد ذكره للآية:

  خبر من الله عن القدرة والاقتدار على كل شيء، وليس هو خبر أن الله مخرج من النار بعد دخولها أحدا، ولو خرج منها خارج بعد دخولها - لم يكن فيها مخلدا، وقد قال الله في غير مكان: {خالدين فيها}، {وما هم منها بمخرجين}⁣[الحجرات: ٤٨].

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن علي العياني #:

  وسألت عن: قول الله سبحانه: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك