تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إن الله يرزق من يشاء بغير حساب 37}

صفحة 157 - الجزء 1

  وتعليم ما يدعوا إلى طاعة الله؛ فلما ولدت امرأة عمران بنتا، قالت ما حكى الله عنها: {رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ٣٦ فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا}، وقبل جل اسمه ابنتها كما كان يقبل البنين، وجعل فيها من البركة ما جعل في النبيين، وجعل ابنها نبيا من المرسلين، À من أهل بيت أجمعين.

  وقال في مجموع الإمام عبدالله بن حمزة #:

  المسألة العشرون: عن قوله تعالى حاكيا عن أم مريم: {رب إني نذرت لك ما في بطني محررا}: ما معنى هذا النذر؟ وعن قولها: {رب إني وضعتها أنثى

  الجواب عن ذلك: أنها نذرت أن الله ø إذا رزقها ولدا جعلته محررا في الرق، والتحرير هو: التكرير والترديد؛ فكأنها أكدت ذلك النذر، وكانت تنذر به لخدمة البيعة، فلما وضعتها حرجت بذلك؛ إذ المرأة لا تصلح لذلك، فقالت ما حكى الله عنها، وكان النذر بذلك جائزا في شرعهم؛ فاعلم ذلك.

  · قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ٣٧}⁣[آل عمران: ٣٧]

  قال في مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وإن سأل: عن قول الله: {يرزق من يشاء بغير حساب}، فقال: أليس قد يحاسبهم في الآخرة، ويسألهم عما أنفقوا من أموالهم فيه، فما معنى قوله: {بغير حساب}، وهو فقد يحاسبهم ويسألهم عما يؤتيهم؟

  قيل له: إن المحاسبة فيه لهم ليست تكون على إنفاق نفس تلك الأموال التي رزقهم، وإنما يحاسبهم على ما اكتسبوا وفعلوا، وما كنزوه بها وبأسبابها، لا عليها