قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين 56}
  العرب، كما يجوز أن يقال لمن قال لصاحبه: «يا حمار»: «جعلته ويحك حمارا»، وإنما يريد بذلك: سميته، لا خلقته. وكذلك إذا دعاه بالضلال - قيل: «جعلته ضالا»، إذ قد سميته به.
  وقال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  وسألت عن: قوله ø: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا}، وقوله: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}، فقلت: ما معنى هذا في العدل؟
  قال أحمد بن يحيى ~: اعلم - أرشدك الله - أن الجعل في كتاب الله ø يخرج على وجهين؛ فمنه: جعل حتم، وهو قوله ø: {وجعلنا السماء سقفا محفوظا}، وقوله: {وجعلنا الليل والنهار آيتين}، وما أشبه ذلك من جعل الحتم.
  والجعل الآخر فهو: قوله ø: {جعلناهم أئمة يدعون إلى النار}، فذلك: جعل حكم وتسمية، أي: جعلناهم وسميناهم بفعلهم، وكذلك أئمة الهدى: استحقوا الإمامة بالهدى والتقوى، فحكم لهم بالهدى والتقوى، وجعلهم أئمة لعباده وكهفا ونجاة.
  · قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ٥٦}[القصص: ٥٦]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألت عن: قول الله سبحانه: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}؟