تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه}

صفحة 251 - الجزء 2

  الأعيان، أين ما كانت وحيث كانت، في ظلمات الأرض والبر والبحر؛ ليس يعني: أنه سميع بصير بجوارح، أو بشيء سواه؛ فيكون محدودا، أو يكون معه غيره موجودا؛ تعالى الله عن ذلك.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  وقول الله سبحانه وتعالى: {سميع بصير ٦١} يريد بذلك: أنه لا يخفى عليه المسموعات كلها، وأنه عالم بالأشخاص والأشباح، وصفاتها وهيئاتها، وباطنها وظاهرها، لا يخفى عليه شيء من درك الأبصار مما يدرك الأبصار منها كلها؛ بل دركه لها وعلمه بها أجود وأبلغ من درك الأبصار كلها.

  · قوله تعالى: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوه}⁣[الحج: ٦٧]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:

  قوله ø: {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم رضي لله عنه: المنسك هو: ما تقرب بفعله إلى الله، من أداء معلوم فرائضه في الدين؛ فليس من أمة من أمم الأنبياء إلا وقد فرض الله عليهم شرعة ومنسكا يكونون فيه بطاعة الله ناسكين.