تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون 186}

صفحة 85 - الجزء 1

  ولو كان كذلك لوقع الشك والارتياب؛ إذ المعبر له غيره، والمبين سواه؛ ولو كان ÷ يقرأ ويكتب لكان الأجر⁣(⁣١) كما ذكر الله ø في كتابه من شك المبطلين، حين يقول: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون}، فكان إتيان النبي ÷ [عليه⁣(⁣٢)] بالقرآن المعجز للخلق، وهو لا يكتب ولا يقرأ - دلالة عظيمة، وآية في نبوته باهرة؛ فأنزل الله عليه القران شيئا شيئا؛ لما أراد الله ø من تدبيره، وحكمته، وتثبيته في قلبه؛ فجعله للخلق شفاء ونورا، وهدى وجلاءا للصدور، ومبينا لما التبس من جميع الأمور، فلن يضل من تعلق به، ولا يتحير أبدا من استضاء بنوره؛ نسأل الله أن يجعله لنا ولكم نورا، وهدى شافيا، ومعينا برحمته.

  · قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ١٨٦}⁣[البقرة: ١٨٦]

  قال في مجموع الإمام المرتضى بن الهادي #:

  وسألت: عن قول الله سبحانه: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ١٨٦}، فقلت: كيف يعرف العبد إجابة الدعوة إذا دعاه، وطلب منه فلم يرى قضاء حاجته؟

  قال محمد بن يحيى #: إن الله ø كما ذكر من قضاء حوائج خلقه وإجابة دعائهم إذا دعوه، وطلابهم عند مسألتهم، وأوان فاقتهم؛ ألا تسمع


(١) هكذا في النسخة المنقول منها، وهي المجموع المطبوع، وصواب العبارة: «لكان الأمر ...»؛ فليتأمل. (جامعه)

(٢) القياس حذف كلمة: «عليه».