تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {فأثابكم غما بغم}

صفحة 187 - الجزء 1

  الحاء، والحس بخفظة الحاء؛ فذلك من طريق الحس مخفوظ، وهو الذي يحس الإنسان من الشيء الذي يؤنسه؛ تقول العرب: «أنست صوتا في مكان كذا وكذا»، يعني: أحسست، وتقول العرب: «أحسست كذا وكذا»، وكل ذلك شيء واحد، إلا الحس الذي عنى الله ø فإنه بفتح الحاء، وهو: القتل والضرب الذي عنى الله ø حين قال: {إذ تحسونهم بإذنه}؛ قال الشاعر:

  تحسهم بالبيض حسا كأنه ... حريق لظى في غابة يتضرم

  والغابة: أجمة القصب ... (إلى آخر كلامه #).

  · قوله تعالى: {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ}⁣[آل عمران: ١٥٣]

  قال في مجموع الإمام الهادي #:

  وأما ما سأل عنه وقال، وتوهم من المحال، في قول الله تبارك وتعالى: {فأثابكم غما بغم}، وأن ذلك الغم: هو غمهم يوم حنين حين أدال الله المشركين على النبي والمؤمنين.

  فغلط وأخطأ في ذلك، ولم يكن - ولله الحمد - كذلك، ولم يدل الله الكافرين على المؤمنين؛ لأن الإدالة هي: معونة وتأييد، ونصر وتسديد، ولن يقول مؤمن بالله: إن الله نصر في ذلك اليوم أعداءه على أوليائه، ولا نصر جيش أبي سفيان، على جيش رسول الرحمن، ÷؛ ولكن الله أراد بالمؤمنين: المحنة والبلاء، حتى يعلم الله أهل الصبر والاحتساب والتقى؛ ألا تسمع كيف قال الله: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم}⁣[محمد: ٣١]، فنصرهم في أول الأمر، وأراهم ما يحبون؛ فخالفوا نبيه وعصوه، في تنحيهم عن باب الشعب الذي أوقفهم عليه، وأمرهم أن يرموا من صار من المشركين إليه، فلما رأوا الهزيمة على المشركين قد أقبلت، وتيقنوا أنها بهم قد