قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين 278}
  بما يعرفون؛ لأنهم إذا رأوا مجنونا سموه مخبوطا منقوصا، وكان بذلك الاسم عندهم مخصوصا.
  · قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٧٨}[البقرة: ٢٧٨]
  قال في مجموع الإمام المرتضى بن الهادي #:
  وسألت: عن قول الله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربى إن كنتم مؤمنين}؟، فقلت: ما هذا الربا الذي يترك، وما بقيته؟
  قال محمد بن يحيى #: الربا فهو: الذي نهى الله عنه وحرمه، مما أنت به عارف من هذه المعاملات والزيادات، في الأسلاف والديون والمشارءات، فلما أن حرم الله ø ذلك وحظره، كانت بقايا للمسلمين من تلك الأسلاف والمبايعات، قد بقيت من ديونهم، وتخلفت على غرمائهم، فكانوا يظنون أنه ليس عليهم إثم في اقتضاء ما بقي منها، وأجروا آخرها كمجرى أولها، فنهاهم الله عن ذلك، وغفر لهم ما قد سلف، من قبل التحريم، وخطر عليهم ما بقي لهم، فأمرهم بتركه، ومنعهم من أخذه واقتضائه، وهو بقيه ديون الربا، ثم قال سبحانه: {فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله}، يقول: إن لم تتركوا بقية الربا الحرام فأذنوا بحرب من الله ورسوله، يريد: القتل والقتال، حتى يفيئوا إلى أمر الله، ويرجعوا إلى حكمه، وحكم عليهم بالقتل بعد إذ سماهم مؤمنين، إن لم يفعلوا(١) عن أخذ الربا، والميل إلى الهوى، وأوجب عليهم في ذلك أعظم بلاء؛ فهذا معناها ومجراها.
(١) إن لم يقلعوا. (ظناً) (جامعه).