قوله تعالى: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار}
  معنى {من شاطئ الوادي الأيمن} فهو: جانب الواد الأيمن. و {البقعة المباركة من الشجرة} فهو: وسطها وفرعها، وحيث كانت النار تتوقد وتأجج منها.
  {أن يا موسى إني أنا الله}: هذا كلام خلقه الله ناطقا عن النار، فسمعه موسى #، فلم يكن بين الله وبين موسى بشر مؤدى(١) للكلام، وإنما كان الكلام من الله سبحانه خلقا وإيجادا، فسمعه موسى صلى الله عليه.
  · قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّار}[القصص: ٤١]
  قال في كتاب المجموعة الفاخرة، وقد ذكر الآية في سياق رده على ابن الحنفية، ما لفظه:
  هذا يخرج من الله على معنيين عدلين محققين:
  أحدهما: أن يكون جعله لهم هو: ما أوجده منهم، وخلقه من أجسامهم، لا ما ذهب إليه من فعل أفعالهم.
  والمعنى الآخر: أن يكون ذو الجلال والإكرام حكم عليهم بما يكون منهم من أعمالهم، ودعائهم إلى خلاف طاعته، من الكفر به، والصد عن سبيله، وما كانوا يفعلون ويجترئون به على الله؛ فكانت حال من يطيعهم على كفرهم، ويشركهم في فعلهم، ويدعوهم إلى غيهم، عند الله - كحالهم؛ فلما أن دعوا إلى ما يقرب إلى النار، مما كان يفعله الفجار - كانوا أئمة يدعون إلى الجحيم؛ فحكم عليهم بفعلهم العليم، ودعاهم وسماهم به الرحمن الرحيم، فكان دعاؤه إياهم بذلك من فعلهم، وتسميته لهم بما دعوا إليه إخوانهم من النار - جعلا في مجاز كلام
(١) في نسخة: «وبين موسى مؤدٍ».