تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما 44}

صفحة 360 - الجزء 2

  · قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ٤٤}⁣[الأحزاب: ٤٤]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:

  وأما {تحيتهم يوم يلقونه سلام} فمعناه: ملكهم يوم يلقونه سلام، أي: سالم من كل شانية؛ لأن التحية هي الملك، وذلك ظاهر في اللسان العربي؛ قال الشاعر:

  ولكل ما نال الفتى .... قد نلته إلا التحية

  والهاء في: {يلقونه} عائدة إلى الملك، لا إلى الله تعالى.

  · قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، وقوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ}⁣[الأحزاب: ٥٠ - ٥١]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  هذه ميمونة الهلالية، وهبت نفسها للنبي ~ وآله، فأجاز الله ذلك له من دون المؤمنين، وجعلها خالصة له وخاصة من دون المسلمين. ومعنى قوله: {ترجي} فهو: تترك وتقصي من شئت منهن، {وتؤوي إليك} من شئت، يقول: تدعو وتخلو بمن أحببت منهن، وذلك: أن الله أمره أن ينحيهن كلهن عنه إلى دار معتزلة عنه، ويكون هو في دار على حدة، فإذا أراد منهن واحدة أرسل لها فدعاها، وإذا لم يرد واحدة أرجأها، وكان ذلك أحب إليهن، وأقر لأعينهن من أن يغشى واحدة إلى منزلها أكثر مما يغشى منازلهن، فعرفه الله