قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم 114}
  يبين لهم الذي اختلفوا فيه ما قال الله تبارك وتعالى: {وهم يتلون الكتاب}؛ فأوجز الحجة، ووعظ أمة محمد ÷ بهم، وأخبرهم أن الكتاب دليل لهم إن اختلفوا بعد نبيهم، وفيه البيان والبرهان، وهو فصل الخطاب، والنور المبين، والصراط المستقيم، وقال رسول الله ÷: «ما بلغكم عني فاعرضوه على كتاب الله تعالى، فما وافقه فهو مني»؛ فأخبرهم ÷ أن الكتاب يفصل الحق من الباطل.
  و {قال الذين لا يعلمون}، يعني: مشركي العرب، ونفى عنهم العلم؛ لأنهم أهل جاهلية، ولا علم لهم بما في كتب الله تعالى، التي فيها حججه على خلقه، وأنبأهم أنهم فيما ينتحلون ويدينون به جهال لا يعلمون له حجة ولا برهانا، وسوى بينهم وبين العلماء من اليهود والنصارى؛ إذ لم يصيروا بعلمهم وكتابهم إلى اجتماع على تأويل كتابهم الذي هم به مؤمنون، وإلى اجتماع فيما يدعون من العبادة التي هي في الكتاب، الذي هم به مقرون.
  {فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}: من الدين والقول على الله بلا برهان ولا حجة، ثم يدعون أن لهم عليه الثواب عند الله تبارك وتعالى.
  · قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١١٤}[البقرة: ١١٤]
  في كتاب مجموع كتب ورسائل الإمام زيد بن علي # في سياق كلام ما لفظه:
  والمساجد هي: المواضع التي يعبد فيها الله تعالى؛ وكل متعبد ومصلى فهو مسجد، كما قال النبي ÷: «جعلت لي كل أرض طيبة مسجدا وطهورا»