قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون 5 يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون 6}
  ينبيك من شهد الوقيعة أنني .... أغشى الوغى وأعف عند المغنم
  فإذا كانت جفاة الجاهلية يمتدح بترك الاستئثار؛ فكيف يكون في أهل الإسلام؛ فكيف يكون في أصل الإسلام وأساسه، من صفوة الله من خلقه، رسول الله ÷؟! والاستئثار يبطل حكم المروءة؛ فكيف يجوز على من خصه الله بالنبوة؟! هذا ما عنه سائل، ولا به في رسول الله ÷ قائل.
  · قوله تعالى: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ٥ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ ٦}[الأنفال: ٥ - ٦]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته: عن قوله سبحانه: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} ... ، إلى قوله: {وهم ينظرون}؟
  فقال: هذا إخبار من الله تبارك وتعالى، بما كان من خيرته لنبيه صلى الله عليه وآله في خروجه إلى أحد، وتبرزه عن المدينة، حتى كان الحرب بأحد، ولم يكن على أبواب المدينة، فكان ذلك خيرة من الله لنبيه؛ فأما قوله: {وإن فريقا من المؤمنين لكارهون}، فقد كان رسول الله صلى لله عليه وآله شاورهم: أين يكون قتالهم: «أترون أن نثبت حتى يأتونا المدينة، فنقاتلهم على دروبها، أو نخرج فنقاتلهم ناحية منها؟» فأشاروا عليه بالقتال في المدينة، فأطاعهم، ثم بدا لهم، فأشاروا بالخروج، فأطاعهم، فدخل منزله، ولبس لامته، ثم ركب وخرج، فلما أن خرج قالوا: يا رسول الله، ارجع بنا إلى الرأي الأول، إلى القتال على أبواب المدينة، نثبت لهم حتى يأتونا إلى هاهنا. فقال صلى الله عليه واله: «ما كان لنبي إذا لبس لامته - يعنى: