تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين 79}

صفحة 396 - الجزء 1

  فقال: «أن تشتمونا»، وإنما أراد: لأن لا تشتمونا، ولا ندم⁣(⁣١)، فجاز ذلك من قوله في العربية والبيان؛ فعلى هذا يخرج معنى قول إبراهيم ~: {هذا ربي}.

  · قوله تعالى: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٧٩}⁣[الأنعام]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  الفاطر هو: المبتدئ الصانع، والحنيف هو: المخبت الخاشع؛ فاستدل ~ بدلائل الله من سماواته وأرضه، على أن الله صانع لذلك كله لا لبعضه، وتبرأ صلى الله عليه من شرك كل من أشرك؛ إذ رأى كل نجم منها إنما يسلك كما أسلك، بما رآه بينا في جميعها، من تدبير بديعها، في الجيئة والطلوع، والذلة والخشوع، وعلم أنه لا يكون ما رأى منها عيانا، وأدركه فيها إيقانا، من الطلعة والأفول، إلا من مصرف ناقل غير منقول، فقال صلى الله عليه: {وما أنا من المشركين}، الذين أشركوا بين المالك والمملوكين؛ تجاهلا بما يعلمون، ومكابرة لما يرون، من التزايل والفرق، بين الخالق والخلق، والمبتدع والبدائع، والصانع الصنائع.


(١) هكذا في النسخة المنقول منها، ولعل الصواب: ولا نذم؛ تأمل.