قوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد 18 وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد 19}
· قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ١٩}[ق: ١٨ - ١٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ١٨ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ١٩}؟
  فقال: يخبر سبحانه بحفظ الحفظة له، الذين عن يمينه وعن شماله، وهما الملكان اللذان ذكر الله عن اليمين وعن الشمال قعيد، يحفظان عليه كل لفظه وفعله، وهما: الرقيب العتيد الذي مع كل آدمي، والرقيب فهو: المحصي لفعل كل فاعل، والعتيد فهو: الثابت الراتب الذي ليس بمفقود. {وجاءت سكرة الموت} فهي: غشية الموت وشدته، وإزالته لعقل الميت وكربته، فشبه الله زوال عقل الميت وكربته، وما ينزل به من غشيته - بالسكرة التي تذهب العقل وتفسده، والعرب تمثل كل شدة أزالت عقل صاحبها بالسكر، تقول: «مرت بنا من هذه الأمور سكرات بعد سكرات»، تريد: شدائد حالات بعد حالات. ومعنى قوله: {بالحق} فهو: بحقائق ما وعد الله، من ذلك قوله: {كل نفس ذائقة الموت}، فجاء وعد الله على حقائقه، ونزل بأهله على يقينه وصدقه. {ذلك ما كنت منه تحيد}، يقول: ذلك ما كنت منه يا هذا الميت تحيد، ومعنى {تحيد} فهو: يفر منه، ويكره قربه، ولا تريده نفسه.