تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {والله خلقكم وما تعملون 96}

صفحة 426 - الجزء 2

  سقيم القلب؛ لما أنتم عليه من عبادة هذه المخلوقات المحدثات، وانصرافكم عن الله في كل الحالات، وقلة نظركم، وتدبيركم وفكركم في عظمة خالقكم، وجهلكم في عبادة أصنامكم، واجتنابكم عن طاعة ربكم وإلهكم، وخالق هذه التي تعبدون؛ ونظره في النجوم فإنما هو: فكره وتدبره فيما هم عليه من عمايتهم، وقلة نظرهم لأنفسهم؛ لا كما يقول الجاهلون من أنه كان منجما، وأنه كان يستعمل النجوم، ويحسب بها، وليس ذلك، ولا يجوز على نبي الله شيء من ذلك.

  · قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}⁣[الصافات: ٩٦]

  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم #:

  وسألته عن: قول إبراهيم صلى الله عليه: {والله خلقكم وما تعملون

  فالله خلقكم وحجارة الأصنام التي كانوا يعبدون، وكما قال صلى الله عليه: {أتعبدون ما تنحتون}، وسواء قوله: {وما تنحتون}، وقوله: {وما تعملون}.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {والله خلقكم وما تعملون

  قال: الذي عنى بذلك سبحانه فهي: الحجارة التي ينحتونها أصناما، ويعملونها لهم آلهة، وما أشبه ذلك من الأنصاب التي يعبدونها؛ فهذا معنى: {وما تعملون}، فالله خلقهم ومفعولهم، ولم يخلق سبحانه فعلهم، والمفعول فهو: الصنم الذي ينحتونه من الحجارة، وفعلهم فهو: الحركة التي كانت منهم، من الرفع والوضع والنحت، فالله خلق الحجر الذي عملوه صنما، ولم يخلق الفعل الذي كان منهم في نحت الحجر.

  وقال في مجموع كتب ورسائل الإمام عبد لله بن حمزة #:

  وأما قوله تعالى: {الله خلقكم وما تعملون}: فالمراد بذلك: وما تعملون فيه