تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل 60}

صفحة 331 - الجزء 1

  وقال في كتاب ينابيع النصيحة بعد ذكره لهذه الآية:

  نزلت في علي # لما تصدق بخاتمه، وهو راكع في الصلاة، وعلى ذلك إجماع العترة $، وإجماعهم حجة، كما تقدم بيانه.

  وفي الكتاب المذكور بحث حول الآية في موضع آخر.

  · قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ٦٠}⁣[المائدة: ٦٠]

  قال في المجموعة الفاخرة، بعد ذكر الآية، في سياق كلام ما لفظه:

  إن الله لم يأخذهم، ولم يجعل منهم ما جعل من القردة والخنازير، ومسخ منهم من مسخ من المذنبين، إلا بعد الإعذار والإنذار، مرارا بعد مرار، فلما أبوا، وعموا عن أمره سبحانه وخالفوا - أخذوا بذنوبهم، فلم يجدوا من دون الله وليا ولا نصيرا.

  وأما قوله: {وعبد الطاغوت} فإن ذلك مردود على أول الآية، وهو مقدم في المعنى، وكثير مثل ذلك على ما يكون على التقديم والتأخير، يعلمه من عباده العالم الخبير؛ فمعناه: أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله، وغضب عليه، وعبد الطاغوت، وجعل منهم القردة والخنازير، أراد: أن من عبد الطاغوت فهو شر من ذلك؛ فهذا موضع ما ظن⁣(⁣١) من: {عبد الطاغوت}؛ ألا ترى كيف أهلك من كان كذلك؟ ومن اجترأ من الخلق كاجتراء أولئك؟


(١) الضمير في: «ظن» راجع للحسن بن محمد ابن الحنفية؛ لأن هذا الكلام من سياق كلام في الرد عليه.