قوله تعالى: {أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا 144}
  إلى قريش، وارتدوا عن الإسلام، ثم رجعوا، ثم هفوا ثانية، فرجعوا إلى الكفر، فازدادوا فيه، ومضوا عليه؛ فأخبر الله سبحانه: أنهم حين ازدادوا كفرا، ثم مضوا على ذلك، أن الله لا يغفر لهم، ولا يهديهم سبيلا؛ بل تركهم من التوفيق والتسديد، والعون والتأييد، وحكم عليهم عند ذلك سبحانه بالهلكة والخذلان، بما استوجبوه من تركهم للحق والإيمان؛ فصاروا بذلك معذبين، ولديه سبحانه من الهالكين، في السلاسل والأغلال، مصيرون إلى شر حال؛ فأخبر سبحانه: أنه لم ينفعهم ما كان من إيمانهم أولا، وما كانوا عليه في إسلامهم؛ لأن ما ختموا به أعمالهم من الردة والكفر موجب لهم النار، مصيرون به إلى شر دار، جهنم يصلونها؛ وبئس القرار.
  وقد قيل في ذلك: إنهم آمنوا بموسى، ثم كفروا به، وغيروا دينه، ثم آمنوا بمحمد، ثم كفروا به، ثم مضوا على كفرهم.
  والمعنى الأول أقرب إلى الحق، وهو الذي وضح من الخبر، والله ولي التوفيق والعون والتسديد.
  · قوله تعالى: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ١٤٤}[النساء: ١٤٤]
  قال في كتاب الرد على مسائل الإباضية للإمام الناصر بن الهادي #:
  قال أحمد بن يحيى @: السلطان هاهنا هو: الحجة، والدليل على ذلك قول سليمان للهدهد: {أو ليأتيني بسلطان مبين}[النمل: ٢١]، يريد: حجة مبينة.