قوله تعالى: {أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد 15}
  فالباسقات هن: الطوال المشرفات، المرتفعات الساميات. {لها طلع نضيد} فالطلع هو: هذا الطلع الذي يخرج في النخل المعروف، ومعنى {نضيد} فهو: منضود بعضه على بعض، مداخل بعضه في بعض، مجتمع متقارب، وتلك صفته ما دام في أكمامه، حتى تنفلق عنه أغشيته، ثم تنفرق من بعد التناضد شماريخه، وتتباعد خيطانه.
· قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ١٥}[ق: ١٥]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد}؟
  فقال: هذا تقريع من الله للكافرين، وإخزاء منه بالتبكيت للمكذبين، الذين كذبوا النشأة الآخرة، وأنكروا ما ذكر في البعث والقيامة، وكبر ذلك في صدورهم، ولم يوقنوا برد الأبدان بعد بلائها وفنائها، وتفرقها في الأجداث وذهابها، فقال سبحانه: {أفعيينا بالخلق الأول}، يريد: إن كان الخلق الأول أعيانا وأتعبنا - فسيعيينا إعادته في النشأة الآخرة، وإن لم يكن بدؤ خلقكم أعيانا فإن ردكم هو أهون من ابتدائكم علينا. ثم قال: {بل هم في لبس من خلق جديد}، أي: بل هم في شك من ردنا لهم بعد البلاء في خلق جديد.