قوله تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا}
  وشبه لا يسع النظر فيها، ولا يجوز الإجتراء عليها.
  · قوله تعالى: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ٢٣ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ٢٤}[الكهف: ٢٣]
  قال في كتاب الأحكام للإمام الهادي #، بعد ذكره للآية:
  أمره بالاستثناء عندما يتكلم في كلامه، أو يؤمل فعله غدا من أفعاله، ثم قال: {واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا}، يقول: لتستثن إذا ذكرت إن نسيت في أول أمرك، فلا تدع الاستثناء عند آخر كلامك، وعندما تكون فيه من ذكرك.
  · قوله تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا}[الكهف: ٢٨]
  قال في كتاب المجموعة الفاخرة، ما لفظه:
  إن الله تبارك وتعالى نهى نبيه عن طاعة من أغفل قلبه، ممن آثر هواه على هداه.
  وأما معنى ما ذكر الله سبحانه من الإغفال - فقد يخرج على معنيين - والحمد لله - شافيين كافيين:
  أحدهما: الخذلان من الله، والترك لمن اتبع هواه، وآثره على طاعة مولاه؛ فلما أن عصى، وضل وغوى، وترك ما دل عليه من الهدى - استوجب من الله الخذلان؛ لما كان منه من الضلال والكفران، فغفل وضل وجهل؛ إذ لم يكن معه من الله توفيق ولا إرشاد، فتسربل سربال الغي والفساد.
  وأما المعنى الآخر: فبين في لسان العرب موجود، معروف عند كلها محدود،