قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون 22}
  وفي كتاب ينابيع النصيحة نحواً من هذا.
  · قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٢٢}[المجادلة: ٢٢]
  قال في مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم #:
  معنى {يوادون} هي: يراضون ويحابون من حاد الله ورسوله، والمحاد لله: من عصى الله، ولم يؤد ما أمر الله بفعله؛ فذلك المحاد لله ولرسوله، ثم قال في ترك موادة المحادين من ذوي الرحم الأقربين، وغيرهم من العصاة الأبعدين: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}، يعني سبحانه بـ «كتب»: حكم لهم، وأوجب أن في قلوبهم الإيمان إذا كانوا لا يوادون ولا يحابون أقرب الأقرباء، من الأبناء والإخوة والآباء، والعشيرة الذين هم بعد من سمى أقرب إليهم من الأجناس البعيدة؛ فلم يوجب الإيمان لمن حاده وعصاه وعصى رسوله، ولا لمن أحبهم وزادهم، فعلم كل من فهم عن الله: أنه لم يوجب الإيمان لمن يواد أباه وابنه وأخاه وعشيرته على معصية الله، وأنه يوجب الإيمان لمن أبغضهم وعاداهم؛ فهذا