تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {أم للإنسان ما تمنى 24 فلله الآخرة والأولى 25 وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى 26}

صفحة 55 - الجزء 3

  · قوله تعالى: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى ٢٤ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ٢٥ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ٢٦}⁣[النجم: ٢٤ - ٢٦]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {أم للإنسان ما تمنى ٢٤}، إلى قوله: {لمن يشاء ويرضى ٢٦

  فقال: {أم للإنسان ما تمنى}، يقول: هل يكون للإنسان ما تمنى، هل يأتيه ويستوي له تمنيه، إذا تمنى، أم ليس له غير الحق، وإن لم يكن يشاؤه؟! {فلله الآخرة والأولى}، يقول: لله الأمور كلها، أمور الآخرة والأولى؛ والأولى فهي: الدنيا؛ فأخبر سبحانه: أنه لا يمنع أحدا ما يتمنى، ولا يصح في يده شيء من ذلك أصلا، وأن الأمر كله لله الواحد الأعلى. {وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا}، فقال: هذا نفي من الله لما تروي الحشوية والإمامية من الشفاعات لأهل المعاصي؛ فأخبر سبحانه بما أخبر من كثرة الملائكة في السموات، وأنهم لا تغني شفاعتهم لأحد من خلق الله لو شفعوا، {إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى}، يقول: إنهم لو شفعوا بأسرهم في مذنب واحد ممن قد حق عليه الوعيد لم ينفعه ذلك، ولم تجز شفاعتهم عند الله فيه، إلا من بعد أن يأذن الله للمستشفعين، فيشفعوا للمؤمنين، الذين قد رضي الله سعيهم، فتشفع لهم الأنبياء في زيادة الثواب، وكثرة العطاء، وبلوغ ما لا يبلغونه بأعمالهم من الأشياء.