قوله تعالى: {وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع 18 يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور 19}
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {لينذر يوم التلاق ١٥ يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ١٦}؟
  فقال: معنى: {لينذر يوم التلاق} فهو: ليحذر ما يكون من العقاب، في يوم التلاق؛ ويوم التلاق فهو: يوم الاجتماع، يوم يلتقي الخلق كلهم إلى موضع واحد، وهو يوم الحشر، ويوم الميقات، ويوم الميعاد. معنى {بارزون} فهم: ظاهرون، غير مستترين بدار ولا جدار، قد برز بعضهم لبعض، وعاين بعضهم بعضا، لا يخفى على الله منهم شيء. معنى: {لا يخفى على الله منهم شيء} هو: لا يخفى على الله من سرائرهم شيء، ولا من أعمالهم، ظاهرا كان أو مستترا من أفعالهم. {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار}، يخبر سبحانه: أنه يوم قد انقطع فيه ملك كل ملك، وأثر كل متملك، إلا الله سبحانه الواحد القهار، النافذ أمره، الماضي في ذلك اليوم حكمه، المذل فيه للملوك الجبارين، المعز لأوليائه المؤمنين. الواحد فهو: الذي ليس معه في الحكم في يوم الدين أحد يحكم ولا يأمر. القهار فهو: الغالب الجبار.
  · قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ١٨ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ١٩}[غافر: ١٨ - ١٩]
  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:
  وسألته عن: قول الله سبحانه: {وأنذرهم يوم الآزفة}، إلى قوله: {وما تخفي الصدور}؟
  فقال: الآزفة فهو: الهاجمة الواقعة، السريعة الهجوم والنزول بأهلها، وهي: