تفسير وبيان لبعض آيات القرآن،

عبد الرحيم بن محمد المتميز (معاصر)

قوله تعالى: {إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر 27 ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر 28 فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر 29 فكيف كان عذابي ونذر 30 إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر 31}

صفحة 66 - الجزء 3

  · قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ ٢٧ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ ٢٨ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ٢٩ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ٣٠ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ٣١}⁣[القمر: من ٢٧، إلى: ٣١]

  قال في كتاب مجموع تفسير بعض الأئمة، من الآيات التي سئل عنها الإمام الهادي #:

  وسألته عن: قول الله سبحانه: {إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ٢٧ ونبئهم أن الماء قسمه بينهم كل شرب محتضر ٢٨

  فقال: معنى: {مرسلوا الناقة} أي: جاعلوا الناقة فتنة لهم، أي: محنة لهم. {فارتقبهم}، أي: انتظر معصيتهم فيها. {واصطبر}، أي: اصبر حتى يعصوا في فعلهم، فترى ما تحب فيهم. {ونبئهم أن الماء قسمة بينهم}، يقول: أعلمهم وقل لهم: إنا قد قسمنا الماء بين الناقة وبينهم، فيوم لها تشربه كله، لا يشربون معها، ولا يردون الماء يوم وردها، ويوم لهم لا ترد فيه الناقة عليهم. {كل شرب محتضر}، يقول: كل يوم فهو شرب لأهله، يشربون فيه الماء ويحتضرونه، ومعنى يحتضرونه: يشهدونه؛ فكانوا كذلك، حتى عقروا الناقة، ونزل بهم عذاب الله، {فكانوا كهشيم المحتظر}، والعذاب الذي نزل بهم فهو: ما ذكر الله من الصيحة الواحدة. والصيحة فهي: الأمر الذي نزل بهم فأهلكهم؛ هشيم المحتظر فهو: دقاق ما قد بلي من الشوك والعيدان، الذي احتظر به المحتظر على نفسه وغنمه، ثم طال عهده فبلي وتفتت، وهو شيء كانت العرب تفعله، يجمع الرجل منها الشوك والعيدان، فيحظره حظيرة على غنمه، حتى لا يخرج منها شيء؛ فشبه الله هؤلاء الذين أهلكهم بهشيم ذلك الشوك الذي جعل حظيرة بعد فنائه وبلائه.